مينيابوليس (أخبار سلمروح)
تتجه مدينة مينيابوليس إلى واحدة من أكثر الانتخابات إثارة هذا العام، حيث يبرز السيناتور الأمريكي من أصل صومالي عمر فاتح كوجهٍ لجيلٍ جديد يسعى نحو التغيير التقدمي والعدالة الاجتماعية
وعلى الرغم من أن العمدة الحالي جاكوب فري قد قاد المدينة خلال سنواتٍ عصيبة من أبرزها أحداث ما بعد مقتل جورج فلويد والاضطرابات التي تبعتها، إلا أن نظام التصويت التفضيلي (Ranked-Choice Voting) قد يقلب الموازين هذه المرة، مما قد يمنح الفوز لفاتح حتى لو لم يتصدر الجولة الأولى من الأصوات
تحالف المرشحين الثلاثة
تتميز هذه الانتخابات عن سابقاتها بتشكّل تحالفٍ غير معلن بين ثلاثة مرشحين عمر فاتح، جاز هامبتون، وديوين ديفيس. اتفقوا على عدم مهاجمة بعضهم البعض، وحثّ مؤيديهم على عدم تصويتهم للعمدة فري. ويقول المحللون إن هذه خطوةٌ استراتيجية تهدف إلى استغلال النظام الانتخابي لتوحيد الأصوات المعارضة ضد فري
عمر فاتح: صوت الجيل الجديد
يُعتبر السيناتور عمر فاتح، وهو ابنٌ لمهاجرين صوماليين، من أبرز الداعمين لسياسات الإسكان الميسور، وضبط الإيجارات، والإصلاحات الأمنية القائمة على المجتمع المحلي. وبعد أن كان من أشدّ المنتقدين لجهاز الشرطة، أصبح الآن يدعو إلى إصلاح المنظومة الأمنية بدلاً من إلغائها
ورغم بعض الجدل الذي أحاط بحملته الانتخابية في الماضي، فإن فاتح يتمتع بقاعدة دعمٍ واسعة من فئة الشباب والمجتمع المسلم في مينيابوليس، ما جعله منافساً قوياً في سباقٍ يعتبره البعض استفتاءً على مستقبل المدينة السياسي
مدينة لا تزال تعيش ظلّ عام 2020
لا تزال آثار أحداث عام 2020 تُلقي بظلالها على السياسة في مينيابوليس. فالمدينة التي شهدت توتراً ودماراً واسعاً آنذاك، تجد نفسها اليوم أمام سؤالٍ حاسم: هل تريد مينيابوليس العودة إلى مرحلة الاحتجاجات، أم المضي قدماً نحو إصلاحٍ واقعي؟
الخاتمة
في حال فوز عمر فاتح، فسيُعد ذلك انتصاراً تاريخياً ليس فقط للجالية الصومالية في أمريكا، بل أيضاً لجيلٍ جديدٍ من القادة الذين يعيدون تعريف القيادة في مرحلة ما بعد جورج فلويد. أما إذا خسر، فستبقى تجربته مثالاً حياً على الكيفية التي يمكن أن يعيد بها نظام التصويت التفضيلي تشكيل الديمقراطية الحديثة
